فهم أسباب مرض باركنسون
تتفاوت الأسباب المحتملة لمرض باركنسون بين الوراثة والبيئة، ولا يزال الباحثون يدرسونه بشكل مكثف لفهم العوامل المؤثرة على تطور هذا المرض، فهم الأسباب الدقيقة لمرض باركنسون يعتبر تحدي معقد في مجال الطب والبحث العلمي.
العوامل الوراثية لمرض باركنسون
هناك عدة عوامل وراثية تؤثر وتزيد من نسبة الإصابة بمرض الباركنسون مثل الطفرات الجينية المرتبطة بمرض الباركنسون
نظرة عامة عن الطفرات الجينية المرتبط بمرض الباركنسون
- متلازمة كفر راكب ترتبط بطفرات في جين ATP13A2 (KRS) (Kufor–Rakeb syndrome) وهذه المتلازمة هي اضطرابات وراثية جسدية وهي مقدمة لظهور مرض باركنسون.
- تم تحديد طفرة ATP13A2 لأول مرة في عام 2010 على أنها طفرة مركبة متغايرة الزيجوت وتوجد هذه الطفرة المركبة في الكروموسوم 1 في العقد القاعدية (basal ganglia).
دور الوراثة في تطوير مرض باركنسون
- إن مرض الباركنسون يمكن أن ينتقل من المريض إلى أبنائه أو أحفاده ولكنها حالات نادرة وذلك في حال وجود طفرة في الجينات والتي تنقل المرض من المصاب إلى أبنائه.
عوامل الخطر الجينية الأخرى
- لقد اكتشف العلماء أن التغيرات الجينية محددة وربما تسبب حدوث مرض باركنسون، ولكنها غير شائعة باستثناء حالات نادرة قد يصاب فيها أفراد العائلة بمرض باركنسون.
- قد لاحظ العلماء حدوث العديد من التغيرات في أدمغة مرضى باركنسون وهذه التغييرات هي: وجود جسيمات ليوي ووجود كتل لمواد في خلايا الدماغ هي علامات مجهرية لوجود مرض باركنسون.
- وجود ألفا سينوكلين في جسيمات وهو على شكل تكتلات تعجز الخلايا عن تكسيرها.
تعرف أكثر على:علاج مرض باركنسون بالخلايا الجذعية: فوائد و مخاطر
العوامل البيئية لمرض باركنسون
هناك عوامل بيئية قد تتسبب في مرض باركنسون
من هذه العوامل:
التعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى
- لقد أثبتت الدراسة التي نشرت في إحدى المجلات الطبية أن التعرض إلى مبيد الحشائش (كباراكوات ومبيد الفطريات مانيب) الذي يستخدمه المزارعون بكثرة يؤدي إلى الإصابة بمرض باركنسون.
- هناك بحث في جامعة روتشستر الأميركية قام بدراسة عدة أنواع من المبيدات حيث قالت الدراسة أن المبيدات إذا استخدمت لوحدها لا تسبب مرض باركنسون أما إذا مزجت مع بعضها فيمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض الباركنسون حيث يصيب خلايا دوماباين العصبية في الدماغ ويقتلها.
- قامت بتجربة ذلك على فئران تجارب تعرضت إلى مبيد باراكوات ومبيد الفطريات ميناب، أدى إلى تلف دماغي يشبه مرض باركنسون.
التعرض لإصابات دماغية
- من أسباب مرض باركنسون انتكاس مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ وتسمى المادة السوداء substantia) nigra) في الجزء الذي يقوم بتنسيق الحركات الإرادية واللاإرادية في الجسم والعضلات والتوازن.
- عندما يطلق الدماغ شحنة كهربائية لتحريك عضلة ما (كتحريك اليد) تمر الشحنة عبر العقد القاعدية.
- ثم تطلق الناقلات العصبية neurotransmitters في العقد القاعدية رسائل كيميائية لتحفيز الخلية العصبية في المسار على إرسال الأمر إلى اليد فتتحرك.
- يمكن أن تتنكس الخلايا العصبية فإنها تنتج كمية أقل من الدوبامين في العقد القاعدية حيث تبدأ مشاكل:
- عدم تنسيق الحركات العضلية الإرادية.
- تعطيل الحركات اللاإرادية
- تنسيق التغيرات في الوضعية.
- حدُوث الرعاش وبطء الحركة وقلتها.
- البدء بفقدان التوازن.
- وفي دراسة مقطعية لقياس مستويات DaT في إصابات الدماغ الرضية المعتدلة والشديدة تمت مقارنة Caudate وputamen DaT ونسب بوتامين إلى مذنب وتناظر اليسار واليمين لـ DaT لوحظ انخفاض مستويات DaT في الذنب (12.2٪و 18٪ على التوالي) والبوتامين (9.0٪ و 42.6٪ على التوالي) مقارنة بالضوابط.
الإصابة بالعدوى الفيروسية
- وقد يكون مرض باركنسون ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية أو بيئية أو عدوى البكتيرية أو الفيروسية وتعد الإصابة بالعدوى الفيروسية عامل محتمل وخطر.
- قد أثبت علم الأوبئة بالأدلة العلمية الأساسية أن التهاب الدماغ الناجم عن الإنفلونزا يتسم بسمات مرض باركنسون.
- هناك أيضا ارتباط بين شلل الرعاش وفيروس التهاب الكبد الوبائي.
- الإصابة بعدوى هيليكوباكتر بيلوريقد تترافق مع خطر مرض الباركنسون
- هناك دور للبكتيريا المقيمة في الجسم الإصابة بمرض باركنسون.
- العوامل المعدية مدعومة بالتأثيرات العصبية المعروفة للفيروسات وضعف المادة السوداء وحتى تعزيز تجميع ألفا سينوكلين.
- السمة الشائعة للفيروسات والتي من شأنها إنتاج مستويات عالية من السيتوكينات والكيموكينات والتي يمكنها عبور الحاجز الدموي الدماغي تؤدي إلى تنشيط الخلايا الدبقية الصغيرة والالتهاب وفي النهاية موت الخلايا العصبية مما يؤدي لمرض باركنسون.
- استنادا إلى الأدلة من المحتمل أن العدوى البكتيرية وخاصة الفيروسية قد تزيد من التعرض لمرض باركنسون.
تعرف أكثر على: علاج مرض سرطان باركنسون بالخلايا الجذعية: الواقع والآفاق”
عوامل الشيخوخة ومرض باركنسون
عندما تبدأ مرحلة الشيخوخة هناك بعض الأمراض التي تصيب كبار السن بشكل أكثر من غيرهم.
ومن بين هذه المشكلات مرض الباركنسون الذي يمثل تحديا حقيقيا للعاملين في مجال الطب والعلوم.
نظرة عامة عن التغييرات المرتبطة بالعمر في الدماغ
- مع تقدم الناس في العمر تخضع أدمغتهم لتغييرات يمكن أن تؤثر على قدراتهم المعرفية.
- كما يؤثر انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ على عدد من الاتصالات بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى بطء وانخفاض القدرة على تعلم معلومات جديدة.
- ينخفض حجم الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة والانتباه.
- التي بدورها تؤدي إلى صعوبات في استدعاء الذاكرة وتعدد المهام واتخاذ القرار.
- وجدت الأبحاث أن هناك بعض الأنشطة المحفزة للعقل مثل القراءة وممارسة الألعاب وتعلم مهارات جديدة قد تساعد في إبطاء ومواجهة هذه التغييرات المرتبطة بالعمر.
دور الشيخوخة في تطور مرض باركنسون
- الشيخوخة هي عملية طبيعية تؤثر على جميع البشر، ولكنها يمكن أن تلعب أيضا دورا في تطور مرض باركنسون.
- مع تقدم الناس في العمر، يزداد خطر الإصابة بمرض باركنسون.
- لأن الخلايا العصبية في الدماغ التي تنتج مادة الدوبامين، والتي تساعد على التحكم في الحركة، تتراجع تدريجياً مع تقدم العمر.
- قد يتم الخلط بين بعض أعراض مرض باركنسون، مثل الحركات البطيئة والرعشة، على أنها علامات طبيعية للشيخوخة.
- العمر عامل مساهم، إلا أنه ليس السبب الوحيد لمرض باركنسون.
- هناك مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى، بما في ذلك العوامل الوراثية والتأثيرات البيئية، التي قد تلعب دورا أيضا .
تعرف أكثر على: التحفيز العميق للدماغ لمرض باركنسون: فوائد وآثار جانبية
التشخيص والعلاج لمرض باركنسون
- يمكن أن يكون تشخيص مرض باركنسون مهمة صعبة، ولكن يمكن للأطباء في كثير من الأحيان تحديدها من خلال إجراء فحص جسدي شامل لمهارات المريض الحركية.
- قد يطلب طبيب الأعصاب من المريض أداء حركات معينة تساعد في تحديد التشخيص.
- بمجرد التشخيص، يمكن للأطباء استخدام مجموعة من الأدوية والتدخل الجراحي للمساعدة في السيطرة على أعراض مرض باركنسون.
- في حين أنه لا يوجد علاج لهذه الحالة، ويمكن للأدوية أن تساعد بشكل كبير في إدارة الأعراض، بما في ذلك الحركة البطيئة والرعشة والتصلب والمشية وعدم التوازن.
- قد يوصي الأطباء أيضا بإجراءات جراحية لتخفيف الأعراض مثل التحفيز العميق للدماغ أو شق الشفة.
- وهناك العديد من الخيارات العلاجية لمرض باركنسون، ويمكن للأطباء مساعدة المرضى في إدارة أعراضهم لتحسين نوعية حياتهم.
- من المهم ملاحظة أن مرض باركنسون هو مرض تنكسي، وتزداد الأعراض سوء مع تقدمه، مما يجعل التشخيص والعلاج المبكر أمرا بالغ الأهمية.
نظرة عامة على الأدوات التشخيصية لعلاج مرض باركنسون
طبيب الأعصاب المتخصص في حالات الجهاز العصبي يشخص مرض باركنسون بناء إلى التاريخ الطبي للحالة المرضية ومراجعة مؤشرات المرض وأعراضه التي ظهرت ونتائج الفحص العصبي والبدني.
- قد ينصح الطبيب بإجراء فحص معين بالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT)، يطلق عليه فحص ناقلات الدوبامين (DAT).
- قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات مختبرية مثل تحاليل الدم لاستبعاد احتمال وجود حالات مرضية أخرى قد تكون سببا في ظهور الأعراض.
- يمكن استخدام الفحوصات التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير الدماغ بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
العلاجات المتاحة لمرض باركنسون
لا يوجد علاج شاف لمرض باركنسون، ولكن يمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على الأعراض بشكل كبير
العلاجات المتاحة هي الأدوية التالية:
- كاربيدوبا وليفودوبا.
- استنشاق كاربيدوبا وليفودوبا.
- تسريب كاربيدوبا وليفودوبا.
- المواد المساعدة للدوبامين.
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين B.
- مثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول.
- مضادات الفعل الكوليني.
- أمانتادين.
آفاق المستقبل لعلاج مرض باركنسون
- تم ربط العديد من المسارات في مسببات PD (مرض باركنسون)، بما في ذلك الخلل الوظيفي في الميتوكوندريا، وضعف تصفية البروتين، والتهاب الأعصاب، ولكن كيفية تفاعل هذه العوامل لا تزال غير مفهومة.
- على الرغم من تحقيق العديد من الاختراقات في علاج شلل الرعاش، إلا أنه لا يوجد حاليا علاج لمرض شلل الرعاش، فقط تجارب للتخفيف من الأعراض الحركية ذات الصلة.
- تم تلخيص الدراسات قبل السريرية والتجارب السريرية التي تقيم فعالية العوامل العلاجية الجديدة والمعاد استخدامها وتطبيقاتها العملية مع نتائج مشجعة.
أهمية الكشف المبكر والعلاج
- يعد مرض باركنسون من الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، والتي تسبب العديد من المشاكل الصحية والنفسية للمرضى.
- لتجنب هذه المشاكل، ينصح بالكشف المبكر عن المرض والبدء في العلاج المناسب، وذلك يساعد في التحكم بتطور المرض وتخفيف حدته.
- تشير الدراسات إلى أن الإعاقة والوفاة بسبب مرض باركنسون تزداد سريعا، مما يدعو إلى زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن المرض والحصول على العلاج المناسب.
- لذا ينصح بإجراء الفحص اللازمة للكشف المبكر عن المرض والعلاج المناسب، وذلك يساعد على تقليل معاناة المريض وتحسين نوعية حياته.
أهم الأسئلة الشائعة حول فهم أسباب مرض باركنسون
هل مرض باركنسون يصيب الشباب
نعم، مرض باركنسون يمكن أن يصيب الأشخاص الشبان، ولكنه أكثر شيوعًا في الأشخاص الأكبر سنًا.
هل يمكن أن تلعب التغيرات في الأنشطة العصبية دور في تكون مرض باركنسون
نعم، انخفاض مستويات الدوبامين والتغيرات في الأنشطة العصبية تعد جزءًا من عملية تطوير مرض باركنسون.
ما هي الأبحاث الجارية لفهم أسباب مرض باركنسون بشكل أفضل
الأبحاث مستمرة لفهم أسباب مرض باركنسون بشكل أفضل، وتشمل دراسات الجينات والعوامل البيئية والأنشطة العصبية، مما يساعد في تطوير علاجات أفضل والوقاية.
هل يمكن أن يكون التقدم في التكنولوجيا الوراثية والبحث العلمي مفتاح لفهم أسباب مرض باركنسون بشكل أفضل
نعم، التقدم في تكنولوجيا الوراثة والبحث العلمي يمكن أن يسهم بشكل كبير في الكشف عن العوامل الوراثية والجزيئية المتعلقة بمرض باركنسون.
هل هناك أدلة على العلاقة بين الالتهابات المزمنة ومرض باركنسون
هناك دراسات تشير إلى أن الالتهابات المزمنة قد تكون لها دور في زيادة احتمالية تطور مرض باركنسون، ولكن البحث في هذا المجال مستمر.
هل تلعب العوامل النفسية مثل التوتر دور في تفاقم أعراض مرض باركنسون
نعم، العوامل النفسية مثل التوتر والقلق يمكن أن تزيد من شدة أعراض مرض باركنسون، ومن المهم إدارة هذه العوامل بعناية.
هل هناك أمل في تطوير علاجات جديدة أكثر فعالية لمرض باركنسون في المستقبل
نعم، الأبحاث المستمرة في مجال مرض باركنسون تشير إلى أمل في تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لهذا المرض في المستقبل.
المصادر: